في التعليم الرقمي، يحرص المعلم على توصيل كل معلومة بأقصى وضوح ممكن. وهذا شيء جيد . لكنه ليس دائمًا الخيار الأفضل.
هناك أسلوب يسمى “الغموض المقصود”. وهو أن نترك بعض المعلومات ناقصة في البداية، حتى يطرح الطالب الأسئلة، ويحاول أن يفهم بنفسه. إنه أسلوب مدروس يخلق توترًا معرفيًا بسيطًا وليس مربكًا، بل محفّزًا.
وهو ما يجعل التعلم أكثر عمقا لأن الطالب يشارك فيه بعقله، وليس بأذنه فقط.
فيما يلي، نستعرض أهم الجوانب التي تشرح هذا الأسلوب وتوضح كيف يمكن استخدامه بذكاء داخل الدروس الرقمية.
1. الغموض الذي يولّد الانتباه في التعليم الرقمي
عندما يكون كل شيء متوقعًا، يفقد الطالب تركيزه. أما عندما يواجه معلومة ناقصة، أو نتيجة غير مفسرة يبدأ ذهنه في العمل:
– ما الذي سيحدث؟
– لماذا هذا مختلف؟
– هل هناك خطأ؟
هذه الأسئلة لا تأتي من الشرح الكامل، بل من الفراغ الصغير الذي تركه المعلم عمدًا.
اقرأ ايضا:5 خطوات لتعزيز مهارات المعلم الناجح وتطويرها
2. الغموض ليس نقصًا في المعلومة… بل تأجيلها
التعليم الرقمي ليس سباقًا في إلقاء المعلومات.
أحيانًا، من الأفضل ترك مساحة للطالب ليصل بنفسه إلى الإجابة، بدل إعطائها مباشرة.
مثلاً، يمكن تقديم نتيجة أولية بدون شرح السبب، وترك الشرح لمرحلة لاحقة بعد أن يكون الطالب قد فكر في احتمالاته.
هذا يؤسس لنوع مختلف من الفهم: الفهم النشط.
3. لماذا هذا الأسلوب فعّال؟
لأن الطالب لا ينسى ما شارك في اكتشافه.
المعلومة التي يسمعها فقط، قد تبقى في الذاكرة المؤقتة.
لكن المعلومة التي بحث عنها، أو فكّر فيها، أو انتظر لحظة توضيحها… تترسّخ في عقله دائما.
هذا النوع من “الغموض المؤقت” يخلق أثرًا تعليميًا أعمق من أي شرح مباشر.
اقرأ ايضا:ما لا يخبرك به أحد عن التدريس أون لاين..6 أسرار من محترفي المجال
4. كيف تفرّق بين الغموض المفيد والغموض المربك؟
الغموض المفيد:
- له هدف تعليمي واضح.
- يُقدَّم ضمن سياق منظَّم.
- لا يترك الطالب ضائعًا، بل يجعله متشوقًا.
أما الغموض المربك، فهو غموض بلا مبرر، ينتج عن ضعف في الترتيب أو غياب في التوجيه.
الفرق بينهما هو التصميم والتخطيط جيدا ومعرفة كيفية التفكير بمنظور الطالب اولا.
5. كيف تطبّقه في اساليب التعليم الرقمي؟
في الفيديوهات أو العروض التقديمية، يمكنك أن تترك لحظة قصيرة بدون شرح، أو تعرض معلومة بدون أن تشرحها فورًا.
ثم تعود وتشرحها لاحقًا. عندما لا تكون الإجابة جاهزة، يبدأ عقل الطالب في العمل: يُخمّن، يبحث عن علاقة، يتذكّر شيئًا مشابهًا. وهنا لا يعود الطالب مستمعًا سلبيًا، بل يتحوّل إلى شريك في بناء الفهم.
في النهاية
الوضوح مهم… لكن ليس دائمًا.
والغموض المقصود هو أداة فعّالة لجعل الطالب يتوقف، يفكّر، ويشارك في الفهم.
عندما نُحسن استخدام الغموض، لا نُضعف الدرس… بل نقوّي أثره.
ونحوّل الطالب من متلقي سلبي إلى مشارك في صناعة المعنى.
دع الطالب يتساءل، يحاول، ويتوقّع… وستكتشف بنفسك كيف يتغيّر مستوى تفاعله وفهمه.
ابدأ مع ستوركي آب، وانطلق نحو مستوى جديد في عالم التعليم الرقمي.
اشترك الان ولا تفوت فرصة التجربة المجانية مع ستوركي آب storkyapp.com