مقدمة

انتشر مبدأ التعليم أون لاين كأحد وسائل التعليم عن بُعد، خاصةً بعد انتشار جائحة كورونا.  لكن التعليم عن بُعد ليس بالاكتشاف الحديث ولكنه تطور عبر السنوات ليصبح الشكل الأكثر انتشاراً منه هو التعليم اونلاين والذي زاد الطلب عليه بشدة في الآونة الأخيرة.

ما هو التعليم عن بعد

التعليم عن بعد يُطلق على أية عملية تعليمية تتم دون وجود المُعَلِّم والمتعلم في نفس المكان. ويعتبر التعليم أون لاين أحد أشكال التعليم عن بعد.

ارتبطت وسائل التعليم عن بعد بمدى التقدم التكنولوجي المتاح والذي يمكن استغلاله لتسهيلها.

تطور التعليم عن بعد عن بعد عبر الزمن

  1. التعليم عن بعد عبر المراسلة:

    يعتبر الشكل الأقدم لعملية التعليم عن بعد، حيث بدأت أولى محاولاته عام 1728م عندما أعلن المدرس “كاليب فيليبس” عن دروسه الاسبوعية في جريدة “بوسطن جازيت”، فكان يرسل هذه الدروس لطلابه عبر المراسلات البريدية.
    شهد عام 1840م أولى طرق التعليم عن بعد بالمعنى الحديث، وذلك عن طريق السير “إسحاق بيتمان”. حيث استغل البطاقات البريدية للتواصل بينه وبين طلابه إرسالاً واستقبالاً.
    بعد نجاح تجربة “إسحاق بيتمان”، تبنت العديد من الجامعات الأوروبية نظام التعلم عن بعد عن طريق المراسلة. وذلك بغرض زيادة عدد المتعلمين بالجامعة مما يعني المزيد من الربحية للجامعات.

  2. التعليم عن بعد عبر البث الإذاعي:

    التعليم عبر البث الإذاعي

    استغل التعليم عن بعد في الثلاثينيات التطور التكنولوجي الحادث حيث بدأ ظهور برامج إذاعية يقوم فيها المذيع باستضافة بعض المعلمين ليقوموا بشرح المادة العلمية صوتياً. وكانت الشكل الأقرب من صورة التعليم أون لاين بالمفهوم الحالي في ذلك الوقت. وقد انقسمت البرامج التعليمية إلى:

      • برامج تعليمية غير تفاعلية يكتفي فيها الطلاب بالاستماع للمعلم عبر الأثير الإذاعي. وهي ما تعرف باسم البرامج التعليمية الإذاعية أحادية التفاعل، حيث يقوم المعلم بالشرح دون انتظار أي رد من المتعلمين.
      • برامج تعليمية تفاعلية  وهي ما تعرف باسم البرامج التعليمية ثنائية التفاعل، حيث يقوم المعلم بالشرح وينتظر ردود ومداخلات المتعلمين عبر خطوط الهاتف الأرضية
      • يعتبر من أشهر تطبيقات التعليم عبر البث الإذاعي عام 1937م حين اعتمدت ولاية شيكاغو الأمريكية بشكل كامل على نظام التعليم عبر البث الإذاعي وذلك كرد فعل لتفشي وباء شلل الأطفال في ذلك الوقت.
  3. التعليم عن بعد عبر التلفزيون:
    البرامج التعليمية التليفزيونية المصرية

    على عكس طرق التعلم عن بعد السابقة، تعتبر هذه الطريقة حديثة نسبياً ومازالت باقية حتى يومنا هذا وإن قلت أهميتها عن ما سبق. لو كنت من جيل الثمانينيات أو التسعينات فلابد وإنك قد سمعت عن البرامج التعليمية التليفزيونية، مالم تكن أنت شخصياً أحد أبناء هذه الطريقة التعليمية. ولا سيما في مرحلة التعليمية الثانوية إن كنت من ابناء جمهورية مصر العربية حيث يساعد أهل الطالب على تهيئة الجو المناسب من هدوء وتركيز ومنضدة مقابلة للشاشة ليستلهم ما يتم شرحه، ويتسابق في حل المسائل المعروضة مع المعلم نفسه.

    تختلف هذه الطريقة من التعليم عن سابقتها أنها أكثر حماسة وفاعلية حتى وإن كانت أحادية التفاعل حيث يقوم المُعَلِّم بالشرح دون معرفة أي رد فعل للطلاب. لكنها أول وسيلة تعلم عن بعد يستطيع الطالب فيها تلقي التعليم من المعلم بالصوت والصورة. وقد لعبت التكنولوجيا دوراً هاماً في تسهيل عملية الشرح من استخدام للعروض التقديمية والاستعانة ببعض الرسومات المتحركة ان لزم الأمر.
    تطور هذا النوع من التعلم عن بعد ليصبح ثنائية التفاعل حيث يستطيع الطلاب مشاركة مدرسيهم والتفاعل معهم عبر الهواتف الأرضية.

  4. التعليم عن بعد عبر الانترنت ( التعليم أون لاين ):
    التعليم عن بعد ( التعليم أون لاين)

    في خلال الفترة الأخيرة من التسعينات وفي عصر بداية انتشار الانترنت للعامة، سرعان ما تطور التعلم عن بعد ليأخذ كل الأشكال التي مر بها من قبل ولكن عبر الانترنت، فقد بدأ بمراسلات عبر البريد الإلكتروني ثم أصبح يشتمل على صوتيات ومقاطع فيديو مسجلة، وانتشرت العديد من منصات التعليمية التي تقدم المحاضرات التي يتم تسجيلها باحترافية كبيرة إلى جانب انتشار موسوعات التعليم الاون لاين المفتوحة.

    في الآونة الأخيرة وخاصةً بعد انتشار جائحة كورونا انتشرت محاولات لتطوير التعليم عن بعد وظهرت تقنيات تعليمية متخصصة مثل تطبيق ستوركي آب ليتيح للمعلمين والمتعلمين التواجد في فصول افتراضية بتقنيات البث المباشر، حيث يفصل بينهم المسافات ولكنهم يستطيعون المشاركة والتواصل والتفاعل بالضبط كما يحدث في الفصول التقليدية.

الملخص

ارتبط التعليم عن بعد ارتباطاً وثيقاً بالتطور التكنولوجي المتاح في كل عصر، وبقت المحاولات لإجراء عملية التعليم عن بعد بالشكل الذي يضمن الحصول على كافة النتائج التعليم التقليدي. وهو ما توصلنا إليه تقريباً بفضل التطور الهائل في عالم الاتصالات والحواسيب.

أخذ التعليم عن بعد عدة أشكال عبر الزمن بدايةً من التعليم بالمراسلة ثم تطور ليشمل البث الإذاعي والذي تم الإعتماد عليه بشكل كامل في بعض ولايات الولايات المتحدة الأمريكية في زمن تفشي وباء شلل الأطفال ثم تطور بشكل كبير ليتم نقل شرح المعلمين بالصوت والصورة عبر التلفزيون وفي بعض الأحيان يتم المشاركة والتفاعل من خلال التليفون الأرضي من قبل المتعلمين.

وأخيراً بدأ استغلال انتشار الإنترنت في مجال التعليم عن بعد ليشمل محاضرات سابق تسجيلها ثم يأتي الشكل الأخير للتعليم عن بعد (التعليم أون لاين) حيث يتم استخدام تقنيات البث المباشر عبر الانترنت للشرح والتفاعل والمشاركة ويتم ذلك عبر منصات متخصصة مثل ستوركي آب.

غالباً ما تلجأ الأنظمة إلى التعليم عن بعد كحل بديل للتعليم التقليدي في حالات الطوارئ مثل تفشي الأوبئة والمراض المعدية كحل منقذ للعملية التعليمية. وهو ما حدث بعد تفشي وباء كورونا. ولكن بعد خفة حدة الوباء هل تزول أهمية التعليم عن بعد؟ وهل يمكن للتعليم عن بعد بشكله الحديث أن يُغني عن العملية التعليمية التقليدية برأيك؟

شاركنا برأيك عبر التعليقات ومن خلال صفحات التواصل الاجتماعي، فنحن متشوقون لمعرفة توقعك عن مستقبل التعليم أون لاين